كُن ذاتك وانتزع قناعك
كل منّا يجمع بين أضلعه شخصية تجمع الكثير من التناقضات والتي تكون سبباً في حدوث الصراعات النفسية المختلفة وبالتالي سبباً في تعاسة صاحبها فتصدر منه سلوكات غير متوازنة .....
حيث أرى أن لكل منّا ذوات ثلاث نقوم باستخدامها جميعا وفق حاجتنا لكل منها , علماً أن كثير من الناس اعتادوا استخدامها بشكل شاذ وبالتالي ظهور بوادر اللااستواء في الكثير من تصرفاتهم وحصول خلل في النظام العام للشخصية , والمشكلة الأساسية تكمن في الأشخاص الذين اعتادوا الاختفاء خلف ذواتهم التصنعية (القناع) على حساب ذاتهم الذاتية ( الحقيقية ) حيث تبدأ المشاكل مع النفس ومع الآخر ....
*الذات الذاتية أو الحقيقية ( ما أكونه فعلاً ) : وهي الذات التي تتحكم في كثير من دوافعنا ورغباتنا وهي الجزء المخفي عن الآخرين , حيث هناك الكثير من الأشخاص يسعون لإخفائها من خلال اللجوء إلى ذواتهم التصنعية ولبس القناع .
*الذات التصنعية أو الاختفاء وراء الأقنعة ( ما أتظاهر به أمام الآخر ين ): وهي الذات الخارجية التي نتظاهر بها أمام الآخرين , ويمكن أن نسميه بالقناع الذي يرتديه الشخص استجابة لمطالب المقتضيات الاجتماعية والمواقف , والغاية الأساس من لبس القناع هي إعطاء انطباع محدد لدى الآخرين وغالبا ما يكون وسيلة لإخفاء الطبيعة الحقيقية للشخص (أي إخفاء الذات الذاتية ) .
*الذات المتأملة أو المرجوة ( ما أسعى إلى أن أكونه ) : وهي الذات التي نسعى إلى اكتسابها حيث نرى في هذه الذات ما يناسب شخصيتنا وطموحنا وطاقتنا وبالتالي نأمل الوصول إليها , وتدفعنا هذه الذات أحيانا إلى التصرف وفق الصورة التي تأملها .
كم هو جميل أن نعيش حياتنا بدون أقنعة , فالأقنعة لا تلبث أن تحتاج إلى صيانة بين الفترة والأخرى بسبب تراكم الأحداث وكذلك قد تحتاج إلى تبديل بسبب مواجهتها لبعض المواقف التي تنزعها عن صاحبها انتزاعاً حينها قد يكون تبديل القناع مجدياً وقد لا يكون كذلك لأنه حين تكشف الأقنعة فمن الصعب جداً أن يثق الآخر مجدداً بصاحب القناع إلا إذا كان الآخر ايضاً من جماعة الأقنعة أو كان شخصاً بليداً .....
ملاحظة : أصحاب الأقنعة يتوهمون بأنهم أكثر الناس ذكاءً ودهاءً وبالتالي يعتقدون بأنه من الصعب على الآخر كشفهم ونزع أقنعتهم ....بالرغم من إمكانية افتضاح أمرهم بسهولة من قبل الذين يستخدمون عقولهم ...