الحياة بين قناعة المرء و آراء اللامبالين :

الحياة بين قناعة المرء و آراء اللامبالين :
[font=Arial]زملائي وزميلاتي الأعزاء لنقف كل منا دقيقة واحدة في حياته ونلتف فيها إلى الوراء ولنرى ما الذي نتركه ورائنا ولنميز بين ما هو صحيح وبين ما هو خاطئ ونتداركه قدر المستطاع في المستقبل.......
ولكن وفي مجتمعنا هذا تسود أطباع سيئة للغاية لا يمكن لأحد الاستغناء عنه فقد تغلغل في دواخلنا دون التفكير في يوم من الأيام كيفية التخلص منه أو بالأحرى دون الوقوف عندها وصرف الوقت في حلها وذلك لأهمية الوقت لدينا .......
وللأسف الشديد فهنالك الكثير من المواقف البشعة والتي يستدعي الوقوف عندها للحظات ومن ثم التفكير فيها دون سخرية.......
ولطرح هذه المواقف أرجوا من الجميع الإجابة على هذه الأسئلة:
-هل تقبل أن تكون بيتك غير نظيف وترغب بالجلوس فيها؟
-هل تأكل في المنزل وتترك ورائك كل ما هو غير نظيف؟
-عندما تكون في المنزل و تأكل البسكويت أو الشوكولا على سبيل المثال هل تترك الغلاف على أرضية الغرفة أم تضعها في سلة المهملات المخصصة؟
-هل تقبل أن يأتي أحد ويلوث أمام منزلك؟
-وأن لم تقبل بكل ما سئل فلماذا تقبل على نفسك أن تكون من أحد الملوثين بطريقة أو بأخرى بالأملاك العامة من الشوارع والحدائق ووو......؟
-ما الفرق بين أن تكون نظيف في المنزل وأن تكون نظيف في الشارع؟
-ما هو الصعوبة في أن تكون مثالياً ونظيفاً في الشارع أيضاً؟
زملائي وزميلاتي أعتقد أن الكثير منكم سوف يقرأ الموضوع ويضحك بسخرية ومن ثم يقوم بإبراز نفسه أمام الجميع برده الملخص في كلمة أو جملة (شو فكرك أنا الوحيد الماشي في الشارع ،ولا أنا الوحيد اللي بكب كل ما هو عقائب ونفايات في الشارع،وإذا كنت نظيف وبلشت من حالي ...شو الشارع برأيك رح ينظف؟؟؟؟؟) وهنا تكمن المصيبة في أن كل واحد منا يلقي اللوم على الأخر وبالتالي النتيجة معروفة.....
فكل هذا لا يساوي شيئاً أمام ما رأيته مساء البارحة وقد لا تشعر بأهمية الفكرة كما رأيتها أنا.....
يمكنني أن أتجنب الوساخة والقذارة في الشارع ولكن لم أستطع تجنب موقف طفل صغير في الشارع لا يتجاوز عمره 3-4 سنوات وهو في الشارع وقد رأى عقبة سيجارة مشتعلة قد رماها أحد المزوقين المارة دون التكرم والتفضل بالدعس عليها بغض النظر عن عدم جمالية المنظر وهو يرميها في الشارع....
وإذ بالطفل الصغير التقط تلك العقبة متأملاً في نارها لثواني ومن ثم وضعها في فمه كأي إنسان عادي.....
وقد يظن البعض أنني بالغت في الموضوع، ولكن لا تستغرب فمرحلة الطفولة هي أهم مرحلة في الحياة حيث الطفل يكون في ذروة الذكاء متعلماً كل ما يراه ويقلده دون المعرفة بتلك الشيء وأهميته أو خطره.......
فأخذت من يده الصغيرة وساخة تلك السيجارة محاولاً فهمه بلغة الصغار أن تلك خطيرة بالنسبة له ...
فتصور يارعاك الله اليوم منعته ولكن قد لا أراه في الغد أو في المستقبل أو قد لا يروه أهله وهو أمام بابه وقد أبكر من فترة المراهقة والتدخين وهو في الثالثة من عمره وكل هذا بسببنا نحن وعلى وجه الخصوص بسبب بعض اللامبالين في الحياة
وبالأخير أرجوا من الجميع أن يبدأ كل من نفسه ويقوم بمحاسبة نفسه قبل محاسبة الغير وأن فعلنا فسوف نرتقي معا في الحياة ولكن ليس بين يوم وليلة....فالأهم من ذلك كله وأن فكرت بصحة الموضوع وبدأت هو أن لا تيأس..
فعلا سبيل المثال واجهت صعوبات كثيرة عندما بدأت من نفسي ولقيت كثير من التعليقات من أصدقائي عندما كنا مارين في الشارع في أحد الأيام وبحوزة كل واحد منا علبة مندرين وفور انتهائهم من الشرب رموا بالعلبة في الشارع وعندما تركت العلبة في يدي باحثاً عن حاوية القمامة بدأ الكل يسخر مني وأنني أحاول أن أكون من مجتمع راقي وكأنه بهذا الموقف كان فيها إهانة لهم، ولكن لم أستسلم وبالعكس فهنالك من أقتنع بالفكرة وبدأ بالتطبيق .....
وبالنهاية (لاتفعل شيء أنت لست مقتنع به)....ولكم جزيل الشك